الجمعية الطبيّة العالميّة


 

الجمعية الطبيّة العالميّة

 

2- بيان طوكيو (1975)

 

يمثّل بيان طوكيو منذ تبنّيه سنة 1975 بيانا شاملا صادرا عن المهنة الطبيّة حول مسألة التعذيب والممارسات القاسية واللاإنسانية المحطّة بالكرامة المسلّطة على المعتقلين. وقد صدر عن الدورة التاسعة والعشرين للجمعية الطبية العالمية المنعقدة بطوكيو باليابان.

هذا نصّ البيان :

يتمتع الطبيب بامتياز يتمثل في ممارسة فنّه خدمة للإنسانية, فمن واجب الطبيب المحافظة على حياة الإنسان منذ الحمل محافظة تامة حتّى تحت التهديد, والمحافظة على الصحّة البدنية والعقلية للجميع دون تمييز, والتخفيف من آلام المرضى ومن واجبه أيضا عدم استعمال معلوماته الطبية ضد القواعد الأخلاقية الإنسانية.

يمكن تعريف التعذيب على أنه يتمثّل في الآلام الجسمية والنفسية المسلطة بصفة مقصودة ومنظمة أو دون أي سبب ظاهر من طرف شخص أو عدّة أشخاص قاموا بهذه الأعمال من تلقاء أنفسهم أو تنفيذا لأوامر تلقّوها وذلك للحصول على معلومات أو اعترافات أو تعامل من طرف الضحية أو لأي سبب آخر.

يجب على الطبيب ألاّ يقبل وألا يشارك وألاّ يحظر في أعمال التعذيب والأشكال الأخرى للممارسات القاسية واللاإنسانية والمحطّة بالكرامة مهما كان الذنب الذي اقترفته الضحية ومهما كانت التهمة الموجهة إليها ومهما كانت اعتقاداتها أو دوافعها, وذلك في جميع الحالات بما فيها حالات الصراع المدني أو المسلح.

يجب على الطبيب أن يمتنع عن تقديم المقرّات والآلات والمواد وعن استعمال معلوماته لتسهيل التعذيب أو أي شكل من أشكال الممارسات القاسية واللاإنسانية والمحطّة بالكرامة, أو لإضعاف مقاومة الضحية أمام هذه الممارسات.

يجب على الطبيب أن يمتنع عن الحضور عندما يكون المعتقل مهدّدا بالتعذيب أو خاضعا له لأي شكل آخر من الممارسات القاسية اللاإنسانية والمحطة بالكرامة.

يجب على الطبيب أن يتمتع باستقلالية سريريه تامّة عندما يقوم بعلاج شخص تحت مسئوليته الطبية, ذلك أن دوره الأساسي يتمثل في التخفيف من آلام البشر ولا يمكن لأي دافع شخصي أو جماعي أو سياسي أن يقف ضد هذا الهدف النبيل.

عندما يقوم سجين بإضراب عن الطعام يجب على الطبيب ألا يقوم بتغذيته اصطناعيا شريطة أن يكون هذا السجين قادرا على معرفة نتائج رفضه للطعام بصفة واعية ومنطقية, ويجب أن يقع التأكد من هذا من طرف طبيب ثان مستقل, كما يجب على الطبيب أن يفسّر للسجين نتائج قرار رفض الطعام على صحته.

تساند الجمعية الطبيّة العالميّة كل طبيب وكذلك عائلته إذا تعرّض لعملية انتقام أو تهديد نتيجة لرفضه قبول استعمال التعذيب أو أي شكل من أشكال الممارسات القاسية واللاإنسانية والمحطّة بالكرامة, وتدعو المجموعة الدولية والجمعيات الوطنية وكل الأطباء لمساندته.

 

 

3- لائحة حول مشاركة الطبيب في تنفيذ حكم الإعدام

(الجمعية الطبيّة العالمية 1981)

 

نظرا للقلق الناتج عن استعمال طريقة جديدة في تنفيذ حكم الإعدام (حقن مادة سامّة) يمكن أن تجعل الأطباء يشاركون مباشرة في تنفيذ تلك العقوبة, أصدر الكاتب العام للجمعية الطبيّة العالمية بلاغا أدان فيه كل مشاركة للأطباء في تنفيذ حكم الإعدام, كما أصدرت الدورة الرابعة والثلاثون للجمعيّة الطبيّة العالمية هذا البيان:

إن الاجتماع العام للجمعية الطبيّة العالمية يساند ما قام به الأمين العام من إصدار بلاغ باسم الجمعية يدين مشاركة الأطباء في تنفيذ حكم الإعدام.

يؤكد على أن مشاركة الأطباء في تنفيذ حكم الإعدام تتعارض مع الأخلاق الطبية, إلاّ أنّ هذا لا يمنع معاينة الوفاة والشهادة عليها.

يكلّف لجنة الأخلاق الطبيّة بمتابعة هذه القضية متابعة دقيقة.