إلى الخالدة أبداء

أيتها الخالدة في قلوبنا وكياننا  إليك  ولك ننحي أجلالً وإكباراً و إعتزازاً , وإننا سبنقى على العهد كما أردت وكما يجب أن نكون.

وهكذا هو حال كل من يهب حياته وعلمه ومعارفه لوطنه وأهله , هكذا نستقي منها ومن كل أبائنا الذين لم يتورعون عن  تقديم كل غالي ونفيس ومنهم من قدموا حياتهم فداء لهذا الوطن الغالي. نجد أنهم لا يعطون حقهم مهما كان وأخشى ما أخشاه وأنا أسطر هذا أن أقدم على مثل ذلك وخاصة لما يتعلق بالراحلة عنا جسداً لا روحا وفكرا وعطاء لم ينضب قط إنها الوالدة الحبيبة والعمة الغالية المربية والحقوقية  الأم والأخت والصديقة والموجهة لنا جميعا العمة الخالدة أبداءً فوزية احمد محمد نعمان صاحبة القلب الرحب والصدر الحنون  و الإبتسامة التي لم تفارق محياها على الدوام لتنعش فينا الأمل وتدفعنا لمواصلة المسيرة والعطاء دون إنتظار لأي ثناء .

أتذكر كلماتها قبل أعوام و هي توجهني بل وتصحح مساري في التفكير في كل من حولي وأن لا أعير شيء يحدث لي ما دمت أقدم على أي عمل فيه من الصواب وما يخدم المجتمع , وكما أنها قد أنبت أحد المسؤولين " لما قام به نحوي في أخذ حقوقنا وقسرنا من العمل وكذلك حيال قرينتي" مخاطبة أياه هذا و هم أطباء يخدمون بلدنا دون تواني " نعم أيتها الخالدة وسنبقى على ذلك ما عهدتينا  وكما أنها أجابته على رده الذي لا يستحق  ذكره أو التعريف به لأنه لا يستحق أن يكون له ولم يكون له القدر أو الإعتبار هنا " إن ما ترونه في آبنائنا من عيب  إنما هو الصفة التي يتميزون بها عن غيرهم, و كؤنهم  لا يقبلون بأن يواجهون الخطاء بالصمت فإن هذا ما يزيديهم أعتزاز و تقدير و أني لأفخر بما يقدمون عليه".

نعم أمي وأختي وصديقتي الصدوقة ومعلمتي الرائعة أيها الخالدة في كل كياني وأفكاري وأحلامي وأماني التي أسعي وسوف أواصل إلى نهاية المشوار كي تقري هانئة وتستكين روحك الطاهرة و أن آبناءك كما لم يسبق أن خذلوك فإننا سنبقى على عهدنا لك و لن نخذلك ولن ونتخلى عن كل ما تعلمناه منك ومن سيرتك العطرة.

وسنكمل مشوارك وكل من ميدان ومجال تخصصه.

فلتقري عيناً و لتستكن روحك الطاهرة في الفردوس و ستبقى كل خطأك وسيرتك خالدة ونبراساً نستنير منه مشوار حياتنا وأن نتحلى بكل ما تعلمناه منك .

فإلى جنة الخلد و إلى نلقاك عند رب عزيز مقتدر فإلى حينه , نقول لك بإننا سنواصل مسير دربنا و سنوثق  تعاضدنا معا ولن نحيد عن الطريق الحق ما حيينا وإنا لنودع ذلك في أحبتنا أحفادك جميعا..

مهما حاولنا أن نتحدث عنك فلن نعطيك حقك أو نصل إلى تلك المرتبة التي أرتقيت إليها وشرفتي كل موضع وصلتي إليه و أكملت مهماتك بكل تفاني, ورغم ما كان من الصعاب .

وإنني لأتشرف بأني كنت ذات يوم مرافقا لأعظم مربية في تاريخ وطننا الغالي في أكثر مناسبة وطنية وعلمية وتوجيهية ومجتمعية. لك الخلد والثناء لكل ما قدمتيه لنا جميعا و ما عجز الأخرون أن يقدمون عليه, دفعت بي إلى مواضع أرقى وأشرف مرتبة لم أدرك حينها ما ترمي إليه . وهذا هو حال الدنيا لا ندرك مدى قيمة  العظماء في حياتنا  ما حيينا وما كنا نحيا بهم أو معهم . لم أجد من المأقي بل أنها جفت كل منابع الماء أمامي ولم أجد الأ الدعاء لك وستظل لساني تردده لك  وعظامي ما حييت . فلا دموع تكفيني ولا أنهار تغدق كما أغدقت علينا بحنان وعطف ودفء كل أمهاتنا فليغفر لنا الله ولتسامحيننا على ما بدر منا من عصياننا أو تمرد أيما يكون. ولتهنئين بضيافة  من لا يضاهيه سعة برحمته وغفرانه.

إنا لله وإنا إليه لراجعون

د. احمد عبد العزيز نعمان